Quantcast
Channel: عرض الصحف –العربية | RCI
Viewing all articles
Browse latest Browse all 95

من الصحافة الكندية: تربات خصبة للإرهاب في ظل فساد السلطات وتقاعسها

$
0
0

مسلمون من السنة والشيعة يصلون معاً اليوم في موقع التفجير الانتحاري الذي ضرب ليل السبت الأحد حي الكرّادة في بغداد وتجاوزت حصيلته حتى الآن 250 قتيلاً عدا الجرحى.

يجب ألّا يغيب عن بالنا أن تفجير حي الكرّادة في بغداد ليل السبت الأحد وقع فيما العراق يعيش أزمة سياسية ويشعر أهله بالغيظ تجاه الحكومة. والدينامية مشابهة في بنغلادش حيث وقع هجوم في العاصمة داكا يوم الجمعة. ففي الحالتيْن نجد سياسيين يتخاصمون فيما بينهم بقدر ما يمضون من وقت في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، يقول غي تايفير في مقال له في صحيفة "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال.

كانت حكومة حيدر العبادي في بغداد وحلفاؤها الغربيون يعتقدون أنهم وجهوا ضربة قوية للتنظيم الإسلاموي الجهادي بعد تمكنهم أخيراً من استعادة الفلوجة الأسبوع الفائت. فهذه المدينة الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة بغداد كانت تضم نحواً من خمس عشرة ورشة لتفخيخ السيارات، يضيف تايفير في مقاله بعنوان "تربات خصبة".

وبدل أن يؤدّي تدمير تلك الورشات إلى تحطيم تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح، أظهر قدرة هذا "التنظيم الإرهابي" على الوثوب مجدداً وتوجيه الضربات في أماكن أخرى، في مطار اسطنبول وفي مطعم في داكا، يرى كاتب العمود الكندي.

وإذا كان واضحاً أن الحملة الجوية على تنظيم "الدولة الإسلامية" التي بدأت قبل نحو من سنتيْن قد نجحت في تقليص مساحة "دولة الخلافة" في العراق وسوريا بشكل كبير، فالواضح أيضاً أن هذا التنظيم نجح، وبشكل أفضل من تنظيم "القاعدة" الإسلاموي الجهادي هو الآخر، في تدويل شبكاته، ما يدل على أن الحل للمشكلة التي يمثلها ليس عسكرياً فقط، يقول تايفير.

عراقيون ينتحبون ألماً يوم الأحد في مدينة النجف المقدسة عند الشيعة خلال جنازة قريب لهم قُتل في تفجير حي الكرّادة في بغداد
عراقيون ينتحبون ألماً يوم الأحد في مدينة النجف المقدسة عند الشيعة خلال جنازة قريب لهم قُتل في تفجير حي الكرّادة في بغداد © علاء المرجاني / روبترز

ويرى الكاتب أن الهجوم الانتحاري في حي الكرّادة في بغداد الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" والذي حصد أكثر من 250 قتيلاً بين المدنيين الذين كانوا يتسوقون استعداداً لعيد الفطر، استهدف أيضاً الحرية، كما حصل في هجمات باريس وأورلاندو، على سبيل المثال، التي تبناها التنظيم نفسه.

ويضيف تايفير أن هجوم الكرّادة رفع كثيراً منسوب الغضب لدى العراقيين على حكومة غير فعالة في شتى المجالات، وليس فقط في المجال الأمني، وغارقة منذ أشهر في أزمة سياسية نهايتها غير ظاهرة للعيان.

ويذكر الكاتب بالتظاهرات الواسعة التي قام بها العراقيون صيف العام الماضي احتجاجاً على تردي الخدمات الأساسية، لاسيما الكهرباء، ونددوا خلالها بعدم كفاءة السلطات والفساد المستشري في أوساطها، ويشير إلى وعد حكومة حيدر العبادي بسلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي لم تبصر النور بعد بسبب عجز الطبقة السياسية في العراق على تجاوز انقساماتها، على حد قوله.

ويضيف تايفير أنه بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على الاجتياح الأميركي البريطاني للعراق ووعود الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الابن بنشر الديمقراطية في هذا البلد، لا تزال وسائل الإعلام تنقل لنا بصورة دورية أعمال العنف التي تعصف بالعراقيين. كما أن "الانحراف السلطوي" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو موضوع يغطيه الإعلام بشكل جيد.

لكن لا نسمع الكثير عن بنغلاديش، البلد الذي يقطنه 150 مليون مسلم. هذا علماً أنه منذ سنة ونصف ارتكبت فيه مجموعات جهادية نحواً من خمسين عملية اغتيال، مستهدفة مثقفين ومدافعين عن العلمنة وأفراداً من أقليات دينية وناشطين مثليين، يضيف تايفير.

والهجوم الذي استهدف داكا يوم الجمعة موقعاً أكثر من 20 قتيلاً، والذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، يمثل تصعيداً في الرعب المفروض على البنغلاديشيين. لكن هنا أيضاً، من الواضح أن حكومتهم تتذرع بكل هذا العنف من أجل النيل من معارضيها السياسيين، يقول تايفير الذي يرى أنها ليست سوى مسألة وقت قبل أن يضرب التنظيم الإسلاموي الجهادي الآخذ بالتجذر في بنغلاديش الهندَ المجاورة.

استمعوا

Viewing all articles
Browse latest Browse all 95

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>